ايزيس واوزوريس

ايزيس واوزوريس
Print Friendly, PDF & Email

بقلم د/ مصطفى صادق

سبتمبر 2015

Sadeklab@yahoo.com

00966508470898 & 00201015100880

ms@mostafa-sadek.com

هذه القصه حقيقيه وحدثت بالفعل فى مصر فى الفترة من 1190-1070  ق.م  .. أى منذ حوالى ثلاثه آلاف عام ..

المشهد الأول

……….. صوت اطفال يلعبون …………

ايزيس : هيا اعطنى الكرة

اوزوريس : خذى يا ايزيس

ست : يا اوزوريس المفروض ان تعطينى انا الكرة

اوزوريس : انها اختنا الصغيره ..  ويجب ان نرضيها ونسعدها

ست : بل اسعد نفسك اولا .. ويجرى خلف اوزوريس ويريد ان يضربه

اوزوريس : كلا … كلا .. لن تنال منى هذه المرة … ويجرى اوزوريس ويختبىء خلف صخر كبيرة ..

ست : اخرج لى الآن وسأمزقك اربا

نفتيس : لا ياست .. انه اخونا .. ولايجب ان تقول ذلك .. وسأحكى ماحدث اليوم لوالدينا

اوزوريس : لا يانفتيس .. لاتقولى لوالدنا اى شىء .. اننا نلعب فقط .. واننى احشى ان يغضب ابى من اخى ست .. فهو اخى وانا احبه بالرغم مما يفعله دائما وسخافاته التى لاتنتهى معى او معك او مع ايزيس ..

نفتيس : ياست يا اخى الحبيب .. ان ايزيس انسانه رقيقه ولايجب ان نغضبها ايضا

ست : ولكن الم تعلمى انها تأخذ كل الحلوى ولاتترك لنا شيئا

نفتيس : هههههههههههه وانت ايضا عندما ترى الحلوى لاتترك لنا شيئا هههه

ست : يضحك ست ونفتيس وايزيس واوزوريس .. ههههه

………..صوت اطفال يضحكون ……………

جب : يجمع اولاده الأربعه .. وتقف امهم نوت بجواره .. والكل يرتعد من الخوف

جب : يا ست  .. لقد رآك الحراس تعنف اختك ايزيس وتجرى وراء اوزوريس لتضربه .. فماذا تقول فى ذلك ؟

ست : يقف متسمرا من الرهبه والخوف

جب : انطق والا عاقبتك

ست : ان اوزوريس دائما يظهر لكم انه طيب وانه يحن على اخوته وعليك .. واظهر انا بصورة الشرير ..

جب : نعم ان اخاك اوزوريس طيب القلب حقا .. ويوما ما ستدرك ذلك ..

نوت : عذرا يامولاى جب .. انهم اطفال ويلعبون سويا

جب : انهم الآن اطفال وغدا سيكبرون وسيصبحوا  رجالا ونساء .. وهم اخوه ونموذج للآخرين .. ويجب ان يتعلم منهم المصريون كيف تتعامل الإخوة مع بعضهم البعض .. ويجب ان يسود الحب والتراحم بينهم اساسا

نوت : اذن اعف عنهم الآن .. وسامحهم .. فانت رمز السماحه والحب والخير ياملكنا العظيم

جب : من اجلك يا نوت سأعفو عن ست ولنعطه فرصه اخرى ليحسن معاملته لإخوته

نوت : اشكر اباك الملك ياست

ست : شكرا ابى (بخبث  .. وعلى مضض )

جب : اذن قبل اخاك اواختك واعتذر لهم فان ذلك من شيم الرجال الصالحين

ست : يقبل اخاه اوزوريس واخته ايزيس ونفتيس ويعتذر لهم .. انا آسف …

ولكن ست لايقول ذلك من قلبه .. فان قلبه لايعرف الرحمه ولا الحب ..

المشهد الثانى

رئيس الخدم الملكى :: جابور … ينادى .. هيا ياشباب .. المركب جاهز وكل الجنود قد اخذوا مواقعهم فى المركب الا انتم .. هيا يا اوزوريس .. هيا ياست …

ست : لماذا انتم متعجلون هكذا .. فان الشمس لم تشرق بعد

تستيقظ ايزيس ونفتيس على صوت حركه اوزوريس وست ..

ايزيس : احترس لنفسك يا اوزوريس .. وتعالى بسرعه حتى نلعب سويا

نفتيس : وانت ايضا يا ست احترس لنفسك حتى نلعب سويا

اوزوريس وست : مابالكم ايها البنات .. لماذا استيقظتم مبكرين .. هيا اذهبوا لتناموا او اعدوا لنا الخبز والأرز …

اوزوريس : انها رحله طويله ياست ولابد ان نصطاد اليوم حوتا كبيرا

ست : انت دائما هكذا يا اوزوريس .. تريد صيدا كبيرا .. ولكنى اريد ان اذهب لرحله الصيد هذه فقط للتنزه وان استمتع بالهواء العليل والمناظر الخلابه فى النيل العظيم ههههههه

اوزوريس : انه وقت العمل والصيد يا ست وليس وقت النزهه والترفيه ..

ست : اذن فلتصطاد انت الحوت الكبير وانا استمتع بالهواء والمنظر الجميل .. واخيرا استمتع باكل الحوت الشهى هههههههههه

اوزوريس : وليكن الأمر كذلك .. فهيا بنا .. قبل ان ينتقل خبر تأخرنا لوالدنا جب ويعنفنا على ذلك …

ست واوزوريس يجريان بسرعه ويلحقان بمركب الصيد المجهز وينطلق المركب بين الأمواج ويظهر اول شعاع للشمس فيخترق الظلام معلنا بزوغ يوم جديد .. وبين ثناياه بعض الأحداث …

جابور : (ينادى فى طاقم المركب بجديه وصرامه )  ايها الحارس – احترسوا فهناك موج قوى سنواجهه الآن .. والرياح قويه وتجرفنا نحو اليم العميق .. فتمسكوا جيدا ..

ست : (بسخريه ) ماذا دهاك ايها القائد .. اتخاف الموج والرياح ؟ ههههههه

اوزوريس : (بحزم ) ما هذا الذى تقوله ياست .. الا تكن بعض الإحترام لقائد المركب؟ اهذا ماتعلمته من والدنا ؟؟ اتريد ان يقال اننا على خلق بذىء ؟

ست : وماذا تعرف انت عن الخلق البذىء ايها الطفل الأحمق ؟

اوزوريس : انا لست بطفل .. ولست بأحمق ياست .. واحترم اخاك الأكبر

ست : نعم انت اخى الأكبر ولكنى اعلم اكثر منك فى امور الحياه

اوزوريس : انت لاتعلم سوى الحقد والكره وقله احترام الكبير ..

ست : (بشده ) بل انت احترم نفسك

…. ويتشابك الأخوان … ويفرق بينهما البحاره والحراس

ويصرخ فيهم جابور : اصمتا ايها الشابان .. فانتما الآن فى رحله صيد وانا قائد المركب رضيتم ام ابيتم .. وهذه اوامر مولانا الملك جب .. ولو عرف ماتفعلانه ستكون العواقب وخيمه على كليكما ..

اوزوريس : سيدى … انا لم أبدأ بالشجار .. ولم اخطىء فى شىء .. بل اننى اعنفه على طريقته السخيفه التى عاملك بها اخى ست .. وارجو ان تقبل اعتذارى عنه ..

جابور : وعلام تعتذر .. اتعتذر عن ذنب لم تكن انت فاعله .. انك حقا لفتى طيب وعلى خلق كريم …

ست : ينظر اليهما ظغرا وباشمئزاز          

وتأتى موجه كبيرة وتضرب جانب المركب …. ويتأرجح اوزوريس ويفقد اتزانه .. وينادى على اخيه .. ست .. انقذنى يا اخى .. امسك بى .. ولكن ست يدير رأسه وكأنه لايسمعه .. ولكن الحراس قد لاحظوا ذلك .. فأقبل ذلك الحارس ليمسك بأوزوريس .. ولكن قد اختطفه الموج .. ويلقوا بالحبال لكى يمسك بها اوزوريس وسط الأمواج العاتيه .. ويحاول ست ان يربكهم حتى يغرق اوزوريس ويتخلص منه الى الأبد ..

اوزوريس يرفع يده ويحاول العوم ويقاوم الموجه القويه .. فقد كان قويا وعلى علم بالسباحه .. واخيرا يمسك بطرف الحبل .. وكاد يفلت منه .. ولكن ست يشد الحبل– حتى لايمسك به اوزوريس .. ويقاوم اوزوريس مرة اخرى .. ويحاول مرة اخرى .. واخيرا ينجح فى ان يلتقط الحبل بيديه القويه .. ويجذبه البحاره يسرعه .. ويصعد للمركب مرة أخرى .. ويغتاظ ست لذلك … ولكن ينتبه لنفسه .. فقد يفتضح امره وتكشفه نظرات الغيظ بداخله ..

ومن بعيد يلوح حوت كبير بين الأمواج بزعانفه الكبيرة والكل يشاهده .. فيأخذ كلا من ست واوزوريس رمحا حتى يكون هو الصائد لهذا الحوت .. ولكن اوزوريس يسرع فى ضرب الحوت ..

جابور : احسنت يااوزوريس

جابور والبحاره يهتفون لأوزوريس

ويتنحى ست عن المشهد فى خزى وأسف .. ألا يكون هو الصائد لهذا الحوت الكبير ..

يلتقط البحاره السمكه الكبيرة ويرفعونها فوق المركب .. ويهدأ الموج .. وتعود السفينه للقصر .. ويكون بانتظارهم الملك جب .. ويقص جابور على الملك كل ماحدث .. فيكظم غيظه من ابنه الشرير ست .. ويقرر فى نفسه ان ست لايصلح ان يرث الملك من بعده .. بل ان اوزوريس هو اولى بالملك وهو حقا خلفا صالحا له ويستحق ان يكون ملكا فيما بعد ..

المشهد الثالث

وتمضى الأيام والسنين .. وتشتد المنافسه بين اوزوريس وست على عرش ابيهما .. ولكن يصبح اوزوريس هو ملك مصر ..

ايزيس : حبيبى اوزوريس .. ارجوك لاتذهب الى الحفله .. اننى اشعر بان هناك مكيده ما من ست .. انه لايحبك ويحقد عليك

اوزوريس : حبيبتى ايزيس ان العدل والحب وطيبه القلب هم مصدر الحياه .. فلا تخافى …

ايزيس : ولكن …

اوزوريس : ولكن ماذا ؟

ايزيس : ان اخاك ست قد بانت نواياه فى مواقف عديده من قبل واننى اشم رائحه الخيانه

اوزوريس : ولكن شعب مصر يحبنى واننى انشر الحب والرخاء والعدل والسلام

ايزيس : نعم انا اعرف ذلك وكذلك كل المصريين .. ولكنى اخاف عليك واتمنى ان اعيش فى سلام معك وانجب منك اطفالا كثيرة ويستمر حكمنا لمصر الى الأبد

اوزوريس : اطمئنى يا ايزيس .. فان رجالى المخلصين يحيطون بالقصر وانا كما تعلمين شجاع ولا اخشى شىء

ايزيس : نعم .. ولكنى أؤكد لك ان ست يكمن فيه الشر منذ ان ولاك والدنا الأله جب ووالدتنا الإلهه نوت حكم مصر وفضلوك عليه

اوزوريس : حقا ؟ .. ولكن هذه مشيئه السماء ان اصبح ملكا لمصر

ايزيس : ولكن ست لايؤمن بذلك واعتقد انه يمكن ان يفعل اى شىء .. اى شىء فى سبيل ان ينتزع الحكم منك .

اوزوريس : ولكنه قد أعد حفله كبيرة وهو اخى ويجب ان اذهب .. فلا يمكن ان يقال اننى خائف من اخى ست

ايزيس : أحقا

اوزوريس : نعم فانا لا اخاف .. ولاتنسى ان معك اختنا الجميله .. نفتيس .. وان لديها القوة لتدعمنا اذا حدث اى مكروه

ايزيس : اذن .. لابد ان تذهب ؟

اوزوريس : نعم .. وهل يمكن ان تقولى غير ذلك .. فانا زوجك الحبيب الى الأبد يا ايزيس الجميله …

ايزيس : اذن اذهب ولكنى لن اذهب معك .. ولكنى سأراقبك من بعيد لأطمئن عليك .. وسأنتظرك على شوق حتى نكمل الليل معا ..

اوزوريس : اتفقنا .. الى اللقاء حبيبتى الجميله .. (ويقبلها )

ايزيس : سأشتاق اليك حبيبى

اوزوريس : وانا ايضا .. الى اللقاء

ايزيس : صحبتك السلامه

وتذهب ايزيس تراقب اوزوريس من بعيد

ويبدأ الحفل …

رجال الحراسه : افتحوا البوابات .. الملك اوزريس قادم من بعيد

…………..(صوت احصنه ) ……… وفتح البوابات وجلبه الحراس .. ثم صمت ..

ست : اهلا بك ايها العظيم اوزوريس

اوزوريس : اهلا ست ..

 شكرا لإستضافتك العظيمه والحفل الكبير

ست : بالطبع فانت ملك مصر العظيم

 وهذا الحفل المتواضع لأعبر لك فيه عن اعجابى الشديد بك وحبى لك ..

اوزوريس : شكرا لك اخى الكريم .. شكرا لك

………. صوت الشعب ……….. والهتافات

ست : تفضل هنا .. ويشير له ان يجلس على كرسى العرش الكبير ويجلس بجواره ست ونفتيس

اوزوريس : اهلا نفتيس

نفتيس : اهلا بك ايها الملك العظيم .. لماذا لم تحضر ايزيس معك ؟ اننى انتظرها بشوق كبير

اوزوريس : ممممم لقد كانت تود المجىء معى ولكنها مشغوله بعض الشىء..

نفتيس : ياخسار لقد اعددت لها بعض الحلوى التى تحبها وكنت اود ان تشهد الحفل ونرقص جميعا ..

ست : فليبدأ الحفل ..

…………….. صوت موسيقى ورقص …………….

ست : والآن ستكون مفاجأه الحفل ..

اوزوريس : آه منك ياست .. دائما انت تعد المفاجآت .. ههههههههــ

ست : بالطبع .. فانت تعلم انى احب الإحتفالات والمفاجآت السارة .. هههههه

نفتيس : نعم انه دائما كذلك .. اتذكر مفاجأه الحفل السابق عندما اخرجت الأسد من داخل الصندوق الكبر المغلق .. ههههه لقد كانت مفاجأه كبيرة ياست هههههههههه

ست : هههههههههه الا لازت تذكرين .. ان ذاكرتك قويه جدا يانفتيس …. هههه

اوزوريس : إذن .. فلتظهر المفاجأه ..

ست : ايها الحراس : قدموا المفاجأه للمتواجدين ..

………. صوت الحراس يجرون تابوت عظيم مصنوع من الذهب ……..

………. صوت اعجاب الناس بالمفاجأه وهتافات ……

ست : ايها الضيوف الكرام .. اننى اقدم هذا التابوت المرصع بالذهب والمجوهرات هديه لمن يكون مقاسه مناسبا له .. فمن يرغب فى تلك لهديه العظيمه ؟

………. الكل يهتف ويقول انا .. انا … انا …

ست : يانفتيس : لماذا لاتذهبى لتحضرى بعض الحلوى ..

نفتيس : عن اذنك ياست سأنادى على الخدم ليحضرون الحلوى للضيوف

وتستأذن نفيس لتعد بعض الحلوى للمتواجدين ..

ست : تفضلى ياست (بخبث ) فهو لايريدها ان تشهد ماسيحدث الآن …

ست : اذن .. فلنبدأ المسابقه ..

وكل فرد يحاول الدخول فى التابوت .. ولكن لايطابق مقاساه

ويأتى الدور الأخير على الملك اوزوريس ..

ست : هل تحب ان تجربه يا اخى الحبيب ؟

اوزوريس : بالطبع نعم .. ولكن احترس .. فهو يجب ان يكون مقاسى .. ههههههه

ست : هههههه  بالتأكيد … فانت حقا من يستحق هذا التابوت الفخم .. والآن .. دور الملك اوزوريس …

ينهض اوزوريس ويهم بالذهاب الى التابوت ويدخل فيه

وتنادى ايزيس من بعيد .. من خارج القصر .. فهى تراه عبر سحرها المقدس … وتعلم انها المكيدة .. وتنادى عليه من بعيد .. ولكن لايصل صوت ايزيس الى اوزوريس .. احترس يا اوزوريس .. احترس يا اوزوريس .. انها المكيده ..

ولكن اوزوريس لايسمع صراخها .. ويدخل التابوت .. ويسرع حراس ست الخونه باغلاق التابوت على اوزوريس .. ويذهبون به بسرعه الى النهر ويلقونه فيه .. وكان التيار قويا جدا .. فيأخذه النهر بسرعه كبيره ويلقى به فى البحر الكبير .. فى شرق الدلتا “بوزيريس” (أبو صير – بنها الحالية) وتتلقفه الأمواج .. ويسافر بعيدا .. بعيدا .. بعيدا جدا …

وتعود نفتيس بعد قليل .. ولاتجد اوزوريس .. فتتعجب وتسأل ست :

نفتيس : ياست : اين اوزوريس ؟ اغادر الحفل ؟

ست : نعم لقد غادر الحفله الآن فان لديه بعض المشاغل التى يجب ان ينفذها بنفسه ..

نفتيس : ياخسارة .. لقد اعددت له الحلوى وبعض العنب الذى يحبه …

ست : اذن فلتأتينى بها فاننى ظمآن واريد ان اتناول بعض المشروبات الجميله من يديك الجميلتين ايتها الملكه ..

نفتيس : ملكه ؟؟؟

ست : نعم ملكه .. انت ملكه مصر من الآن …

نفتيس : ولكن ايزيس هى ملكه مصر ؟

ست : الآن انت اصبحت ملكه مصر

نفتيس : كيف ذلك ؟؟

ست : ستعلمين فيما بعد

نفتيس : بل قل لى الآن اننى قلقه جدا .. ماذا حدث لإيزيس ؟؟ وماذا حدث لأوزوريس ؟

ست : اسكتى .. واقفلى فمك اللعين

نفتيس : ماذا تقول ؟

ويخرج ست من الردهه ويتركها ..

ويختفى التابوت بين الأمواج والظلام الدامس فى وسط الليل الطويل .. وتمر الأيام والليالى وايزيس تجرى فى ربوع الدلتا .. وتساعدها اختها الطيبه نفتيس .. فان نفتيس لها طاقه كونيه فريده فلو ان ايزيس هى عالم الظاهر فان نفتيس هى عالم الباطن .. فهى ست الدار وسيده المعبد وسيده الكون وسيده الحياه ..

وفى الصباح .. تخرج نفتيس وتجرى مسرعه الى قصر ايزيس واوزوريس .. لتقابل ايزيس

نفتيس : يا ايزيس .. صباح الخير .. لماذا لم تأتى للحفله امس ؟ ولماذا غادر اوزوريس الحفله مبكرا ؟

ايزيس : ( بتوبيخ ) الا تعلمين ؟؟

نفتيس : اعلم ماذا ؟

ايزيس : الم تعلمى بما فعله ست ؟

نفتيس : ست .؟؟ ماذا فعل ؟؟ لا .. لا اعلم شىء

ايزيس : اتتظاهرين بالغباء ام ماذا تفعلين ؟

نفتيس : اقسم انى لا اعلم شىء .. ولكن ست امرنى بالأمس ان اذهب لإحضار بعض الحلوى – وعندما عدت فلم اجد اوزوريس وسألت ست – فقال ان اوزوريس عنده بعض المشاغل التى يجب ان ينجزها بنفسه

ايزيس : ان ست قد اعد مكيده للتخلص من اوزوريس ووضعه فى التابوت وبمساعده الحراس القوه فى اليم

نفتيس : تصرخ … أوه .. ياللمصيبه … ست .. يقتل اخاه اوزوريس … يالها من كارثه عظيمه

ايزيس : نعم .. اننى كنت اتنبأ بذلك .. والآن انا اعد العده للبحث عن زوجى اوزوريس

دعينى اساعدك يا ايزيس .. دعينى افكر فى حيله .. سأساعدك فى التنكر والتخفى حتى لايعرفك الناس .. سأقص لك شعرك … خذى هذه … لا .. لا بل هذه .. ايتها الخادمه .. تعالى هنا .. اعطنا هذه الملابس .. والآن .. خذى يا ايزيس هذه الملابس والبسيها فبذلك لن يعرفك احد الآن .. قلبى معك يا اختاه .

ايزيس : أأقص شعرى ؟؟ أألبس هذه الملابس .. نعم سأقص شعرى ونعم سألبس ملابس الخادمه لاضير فى ذلك .. سأفعل المستحيل من اجلك يا اوزوريس ..

وقد تخفت ايزيس .. فقصرت من شعرها وتخفت فى ملابس النساء العامه ..

نفتيس : وانا سأفعل المستحيل واسمعى .. فلتستعينى بالسحر والجن .. وانا ايضا سأجعل الجن يساعدونك فى كل مكان فى الأرض والسماء حتى نعثر على اخينا اوزوريس وننتقم سويا من اخينا الشرير ست ..

ايزيس : أحقا ؟؟ ستنتقمين من زوجك ست   

نفتيس : نعم انه ظالم وانا لا احب الظلم .. اسمعى .. دعينى اساعدك .. وتجلب المقص وتقص شعر اختها ايزيس وتساعدها فى ان ترتدى ملابس عامه النساء وتجريان فى خفاء حتى لايراهما الحراس ..

نفتيس : والآن هيا بنا .. اذهبى من هنا .. دعينى اساعدك .. واقسم انى سأنتقم لأخينا اوزوريس

وذهبت متخفيه الى مكان بعيد .. قرب الجبيل  ( بيبلوس ) على شواطىء لبنان بالشام .. واخذت تتمتم بكلمات السحر وتستعين بالجن فى اعاده زوجها اوزوريس

 …………. صوت ساحرة ………..

وركنت الى شجرة كبيرة لتستريح .. ويغلبها النعاس .. وتستيقظ على صوت الأطفال يهتفون …..

…………صوت صبيه على الشاطىء يهتفون .. انه نعش فوق اليم . انه تابوت من الذهب فوق اليم ..

ايزيس : تتحدث الى نفسها .. ما هذا الذى اسمعه ؟؟ تابوت من الذهب ؟؟ فوق اليم ؟؟  لابد واننى احلم .. ولكن صوت الصبيه يتعالى ويتعالى اكثر فأكثر ..

تجرى ايزيس نحوالصوت .. نحو الشاطىء … اوزوريس … نعم .. انه هو نفس التابوت .. وتسبح فى البحر وتمسك بالتابوت ويساعدها بعض الصبيه والرجال المتواجدين ..

ويمسكون بالتابوت ويسحبونه الى الشاطىء ..

ويحاول بعض الرجال فتحه .. ويفاجأون بصوت حشرجه وتخبيط من داخل التابوت ..

يحضرون بعض الأدوات ويفتحون التابوت .. ويخرج منه الملك اوزوريس وهو بين الحياه والموت ..

وتتلقفه ايزيس فى لهف وشوق وتصرخ صرخه كبيرة يسمعها كل من فى الأرض

…………. صوت صرخه ايزيس ……………

وتسقيه وتقبله فيعود للحياه بسحرها القوى ..

ويسمع صوتها ست .. فقد كان فى رحله صيد مع حراسه ..

ست ينادى فى الحراس على المركب : ماهذا الصوت ؟ اين مصدر هذه الصرخه .. إئتونى بهذه المرأه .. اننى اعرف هذه الصرخه .. واكاد اجزم انها ايزيس ..

مساعد ست : وكيف لإيزيس ان تأتى الى هنا ؟؟ انها غابت عنا منذ فترة ولانعرف اين هى ..

ست : اتناقشنى فى صوت اختى يا غبى .. أننى آمرك ان تأتوا بهذ المرأه هنا الآن … ايا كانت .. مفهوم .. نفذوا الأمر بسرعه قبل ان تهرب …

ويسرع الحراس والكلاب فى كل مكان .. ويفتشون بين الأشجار .. وبين الصخور .. وبعد زمن ليس بكثير .. يعثرون عليهما .. ويكبلونهما معا ويجرانهما الى الإله ست

ست : بسخريه .. ها انت يا ايزيس .. وهذا هو زوجك التعيس اوزوريس .. اتتحدانى يا اوزوريس .. ويسحب سلاحه ويقاتل اوزوريس .. وتتمكن ايزيس من الهرب بين الاشجار

اوزوريس : انك ترتكب خطأ فادحا ياست .. اتمكن الشر منك لهذه الدرجه .. اتقتلنى يا ست ؟؟

ست : نعم اقتلك واقتل كل من يساندك .. فأنا اولى بعرش مصر .. وانا شاب قوى وانت تستجذب المصريين الضعفاء بطيبتك وتزعم انك اله العدل ؟؟

اوزوريس : نعم انا اله العدل … وانت رمز الشر .. فسحقا لك

ويتقاتلان .. ولكن يتمكن منه ست .. ويقتل اخاه اوزوريس

الحراس : ماهذا الذى تفعله بأخيك ياست .. اتقتل اخاك ؟

ست : نعم وانتم ايضا ساقتلكم معه لتكونوا عبر لمن يخالف اوامرى

ويقتل بعض الحراس .. فيسود صمت رهيب بين الحراس .. ولكن ست لم يكتفى بذلك .. فقد قرر ان يقطع اخاه اربا ويقسم جسده الى 16 جزء .. حتى تختفى معالمه ويوزع كل جزء فى كل ارجاء مصر ..

وتشاهد ايزيس من بعيد جريمه ست فى قتل اخيها وزوجها اوزوريس .. وتقول فى نفسها .. اقسم انى سأنتقم منك ياست …

وتختبىء ايزيس بعيدا عن الحراس .. ويفشلون فى العثور عليها بين الأشجار وفى الظلام .

المشهد الرابع

وفى الصباح تستجمع ايزيس قواها وتنهض وتستعين بالسحر فهى على علم كبير بعلوم السحر ..

وتستدعى الجن من كل مكان فى الأرض والسماء بحثا عن زوجها الحبيب اوزوريس ..

وتجمع جثمان اوزوريس .. وتتمتم عليه بكلمات قويه .. وتصبر وتصبر .. وتحاول جاهده بسحرها القوى ان تعيد اوزوريس للحياه مرة أخرى .. وتحمل منه بسحرها القوى ايضا …  وتنجح فى ذلك .. ويعود اوزوريس للحياه مرة أخرى ..

ايزيس : حبيبى اوزوريس …

اوزوريس : انت يا ايزيس مرة أخرى ..

ايزيس : نعم حبيبى .. فلن اتركك بعد الآن ..

اوزوريس : ولكن الشر قد ملأ الأرض جميعا .. حتى اخى .. ست

ايزيس : اقسم انى سأنتقم منه ..

اوزوريس : ولكنه اخى يا ايزيس

ايزيس : نعم .. هى اخى ايضا .. ولكنه شر ولابد ان انتقم منه .. ولاتوجد قوة فى العالم تمنعنى من ذلك .. وسوف ترى ..

اوزوريس : ولكنى افضل ان اكون اله الموتى .. فهذا افضل بكثير .. حيث لايوجد نفاق ولا كذب ولا شر

ايزيس : ارجوك يا اوزوريس تعالى معى ويعود لك ملك مصر .. فأنت قد نشرت الحب والسلام والخير بين المصريين وكلهم يحبونك .. بينما ست قد نشر الفساد والشر

اوزوريس : بل انا ارجوكى يا ايزيس .. دعينى اكون اله الموتى

وتعود ايزيس الى مصر مرة اخرى وتختبىء فى ربوع الدلتا .. ويظهر عليها اعراض الحمل .. وبعد عده اشهر تضع ابنها الجميل (حورس )

وتستعين بأختها نفتيس ويشب حورس ويشتد عوده … ويتعلم اصول القتال .. عندئذ .. يقرر هو وامه ان يذهبا لمواجه ست ..

انها لحظات رهيبه .. ان يطالب ولدها حورس بعرش مصر .. فهو حقه وينتقم ايضا من قاتل ابيه ..

حورس : يدخل من بوابه القصر فى حيله انه اتى بالهدايا للإله ست

ويقابله ست .. يالها من لحظات رهيبه .. ان يقابل شخص قاتل ابيه .. ومنزع ملكه ..

ويتفاجأ ست .. فاذا بحورس ليس وحده بل معه امه ايزيس … فهو يعرف اخته جيدا ..

ايزيس : ها انت قاتل زوجى .. فلم يعد ينفعك خداعك اليوم ..

ست : حقا .. وماذا ستقدرين عليه

حورس : لاتكلم امى بهذه اللهجه

ست : اذن انت ابن اوزوريس

حورس : نعم .. وهذه امى المخلصه ايزيس ..

ست : ايها الحراس …

حورس : لن ينفعك حراسك اليوم .. فانهم جميعا يكرهونك لشرك وظلمك وفسادك فى مصر ..

ست : يعاود نداء الحراس … ولكن لايردون عليه

حورس : اليوم سأنتقم منك

ست : يستعد للقتال

وحورس ايضا يجمع قواه ليحاربه بكل ما أوتى من قوة

ويشتد القتال بينهما .. ويفقأ ست عين حورس

ايزيس : انتبه ياحورس

حورس : ابتعدى يا امى فأنا من سأنتقم من قاتل ابى

ست : احقا .. اذن انتقم لعينك ايها الصبى

حورس : بل انتبه انت لنفسك ياست

ويضربه حورس برمحه ويموت ست

تهلل ايزيس فرحه بنصرها على قاتل زوجها

………… صوت فرحه ….. احسنت ياحورس .. انت ملك مصر الشجاع

الآن يفتح الحراس الأبواب .. وتدخل نفتيس والحراس ويفرحون بمقتل ست الظالم ..

وتقام محكمه الموتى لست .. ويدان ست وينفى فى الصحراء..

ويتزوج حورس من نفرتارى وينشر العدل والخير فى ربوع مصر .. هكذا ينتصر الخير .. ويعم الرخاء والأمان لكل ارجاء مصر ..

النهـــــــــــــــــــــــــايــــــه

 Save as Image
 Save as PDF
Share
News